بناء المصادر لمادة الأسطورة

عمد المؤلف في إعداد مادة الأسطورة والبحث في مكوناتها العمل على امتزاج البحث الاستقصاء الصحفي الميداني الذي يعتمد على التسجيل والتدوين الشفهي وكذلك البحث في صنوف المصادر القديمة المرتبطة بالتاريخ الإنساني وكتابات المعاصرين ورواد الكتابة والمنشغلين بها وهو خط انتاجي تفرضه الحاجة إلى طرح مباحث موضوعية تقدم أطروحات جديدة لم يتم تناولها من قبل بإفراد موضوعي متعمق ، وذلك لكون مادة الأسطورة تعد أولية في طرحها وتناولها حيث اتجه الكاتب لتأسيس قاعدة هرمية للكتابة تعتمد منهجية تقديم الأهمية التسلسلية في طرح المواد المطروقة للبحث طبقاً لما توفره طبيعة المصادر المتاحة على مختلف صنوفها لكون المادة  البحث تعد أولية في طرحها وتناولها وتطرح للباحثين والمهتمين كمادة أساسية خام يمكن إعادة تناولها وتطوير الكتابة ففي مكوناتها البحثية وهو ما مأمول  من الباحثين والمهتمين في مجالات العلوم  الاجتماعية والإنسانية.

 

وقد اعتمد المؤلف على المصادر الشفهية الحية نظراً لقلة وندرة المصادر والمراجع التي تتناول التراث الإنساني كما يساهم ذلك في تفسير الكثير من الظواهر وتحليلها كمصادر معلومات لها أهميتها في إثراء الوصف من خلال تسجيل وتدوين القصص والحكايات وربطها بالسياقات المختلفة وكذلك رصد التحولات التي طرأت على المجتمع على مختلف الأصعدة ومناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي مرت بها المنطقة وتأثرت بأحداثها وكونت نسيجا منصهرا من التشكيل الثقافي لمدينة مثل جدة فقد حفلت بتلاقح حضارات وثقافات عديدة وكانت عبر العصور ملتقى للترويج التجاري للسلع لأنشطة عديدة من خلال مينائها القديم. 

 

واعتمد المؤلف على البحث في كتب التاريخ والمرويات القديمة التي تناولت الموروث ورصدها وتحليلها وإعادة قراءتها في سياقات مختلفة ، إلى جانب البحث في كتب الرحالة ورواد الكتابة والمنشغلين بها من المعاصرين الذين تركوا في متون منتجاتهم الإبداعية والسردية جوانب تتناول الحياة الاجتماعية بالإضافة إلى ما يتاح من كتب السير الذاتية التي دأب الأفراد باجتهادات منهم على تسجيلها وتدوينها متأثرين بظروف مجتمعهم وهي تجارب قد تشكلت وتكونت من محصلة انخراطهم واندماجهم في بيئاتهم الحياتية والعملية وفي خضم الأحداث والتغيرات التي تأثرت بها المنطقة.