اعتمد التقسيم الموضوعي في كتابة وبحث مادة الأسطورة على ما هو متاح في المصادر والأوعية المعلوماتية على اختلاف أنواعها من مصادر مكتوبة ومصادر شفهية وغير ذلك من الكتابات للرواد المنشغلين بالتأليف والكتابة وكذلك من تدوينات ومذكرات المعاصرين من أبناء المنطقة الذيم لهم اهتمام بموروث المدينة وتاريخها الإنساني.
وشمل التقسيم ما يلي :
· الآثار والبيوت التاريخية والقبور وما إلا ذلك من حصون وقلاع وأسوار ارتبطت بأحداث تاريخية شهدها سكان المدينة وارتبطت في إذاهنهم بمعتقدات خاصة ، من ذلك ما تعلق في أذهان العامة بأفكار ومعتقدات بضريح أم البشر حواء عبر تاريخ المدينة ، وسور المدينة وبعض الأزقة التي اقترنت بمشاهد وحوادث كان لها صداها المؤثر بنشوء الخرافات والأساطير.
· وكذلك ما ارتبط بمكونات البيئة الجغرافية في المدينة والتي اقترنت بمعتقدات المجتمع وكان لها تأثرها العميق على تشكيل ملامح الفكر المجتمعي والتي لها صبغة ذات خصوصية في العلاقة بالمكان وكذلك بأثرها المباشر على الممارسات السلوكية للأفراء على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم، ومثال ذلك تأثير بحيرة الأربعين في نشوء معتقدات ذات طبيعة كونت فكراً أسطورياً وتسميات الحارات مثل حارة المظلوم وما إلى ذلك من مكونات ارتبطت بالبيئة المكانية.
· النماذج الرمزية ذات التأثير المجتمعي والتي ارتبطت بالمعتقد الفكري ، وقد بزغت ملامح الأسطورة في أسماء شخصيات بعينها ارتبطت بالملاحم والأحداث المشهورة التي لا لها وقعها الأثير في حياة الناس كشخصية الأمير حسين الكردي وارتباطها بمقاومة الحروب والمهددات السياسية لحدودها البحرية المتاخمة وشخصية صالح جوهر تاجر المراكب البحرية الذي اتصلت بصورة بماشرة بحادثة اسقاط العلم الإنجليزي ونشوب الفتنة الكبرى التي عرضت المدينة لغزو الأوروبيين، ومن جانب آخر الاعتقاد بكرامات وبركات وطاقات خارقة لشخصيات من الأولياء والصالحين الأخيار من خلال انتشار الزوايا والأضرحة، حيث بالغ الناس في تقديس أثرهم بعد مماتهم وذهاب أثرهم عن الحياة بالحال الذي يفوق ارتباطهم وتعلقهم بهم في حياتهم ومعيشتهم تحت سماء هذه المدينة.
· قصص الخرافة الأسطورية التي ارتبطت في أذهان العامة بأحداث ومشاهد ومواقف حبث لا ترتكز في نشوئها وانتشارها على حقيقة في أرض الواقع ولكن تداولها جاء على إثر ارتباطها والتصاقها بتلك الأحداث والمواقف التاريخية وقد ترسخ تداول المجتمع من خلال تعاقب الأجيال على ترديد محتواها لأوالترويج والتدوير لأطروحاتها المفتعلة وذلك لارتباطها بكيانات ماثل أمامهم تلتف حولها قصص الخرافة الأسطورية بحيث يشكل ذك الأثر الكائن معيناً رمزياً مغذياً لنشوء وتطور واستيطان فكرها الأسطوري وتعتمد على الترديد لتفاصيلها بخيالات متجددة مع تناقل الناس لتفاصيها فتأخذ طبيعة الحكاية التي تتسع وتتمدد لاجترارها عبر الأجيال المتعاقبة التي كانت تعيش صعوبة في مواجهة ظروف ومشقات الحياة وكذلك انتشار الجهل وتفشي الأمية.
من ذلك ما كان يمارس في ممارسة ما يسمى (بالخط) لمعرفة الأقدار وقراءة المستقبل بالاستعانة بأصداف البحر وبإيجاد مسميات لأشكال الأصداف التي تتنوع وباختلاف أحجامها فيتفاءلون ويستبشرون أو يتطيرون ويتشاءمون من ظهورها أمامهم في أوضاع محددة ومعروفة سلفاً ، ومن ذلك أيضاً ما ارتبط بعشبة مريم التي كان المجتمع ولا سيما في أوساط نسائه من بركات وكرامات منحتها مريم عليها النساء لتريج كرباتهن وتيسير الصعاب أمامهن.