ريال ينطح ريال وعليك دفع الثمن !!

الكاتب: عبدالعزيز عمر ابوزيد
المصدر: جريدة عكاظ

 

 

أقل ما يمكن أن يقال للشخص الذي قام بسلوك عدواني متهور  تجاه الممارسة الصحية في المجاردة مؤخراً ورأيناه رؤيا العين على وسائل التواصل الاجتماعي أن عليه أن يتقبل غرامة المليون، ريا ل ينطح ريال غير مأسوفاً عليه.. 

وأقل ما يمكن أن يقال في حق الممارسة الصحية المغلوب على أمرها وهي تواجه وغيرها مواقف يشيب لها الولدان من فرط الشذوذ ، أن لا تثريب عليكِ ، وعلى كل المثابرات أمثالك ولك كل الحق في أن تطال عقوبة الغرامة المالية الرادعة بحق هذا المستهتر وكذلك ما ينتظره من عقوبة الحق العام بالسجن المغلّظ  لنحو عشر  سنوات.. 

وأن كل من على شاكلته من أصحاب السلوك المنفلت تنتظرهم ذات العقوبة جزاءً وردعاً لأمثالهم حتى يدرك جميع من على هذه الشاكلة أن المجتمع بسلطته النظامية والقانونية ومنظومته القيمية تنخي الركاب للعامين في الخدمة الصحية  تثميناً لدورهم وجهدهم.

فهؤلاء في كل زاوية ودهليز قد حملوا هموم المجتمع برمته على أكتافهم  في  أزمة كورنا الطاحنة وما شهدته من أحداث جسام سيرت تاريخ وجغرافية البشر إلى حيث تشاء وحيث تلقي بهم من مستجدات يومية غيرت معالم المدينة وجعلت من فنادقها وأسواقها إلى مغارات مهجورة لا ضوء لها  في آخر أنفاقها إلا ببصيص من أمل يلوح به الأطباء وفريقهم المعالج على خطوط الجبهات الأمامية  في ظل أزمة حصدت الارواح تلو الارواح ووفق إحصاءات يومية مزلزلة وكأنها ضحايا حروب عالمية.

 وكان هذا الكارد يحارب بتضحية لا مثيل لها في تاريخنا الحاضر  فيباشرون المرض ويواجهون مخاطره وجهاً لوجه وهم على خط  النار بصدور مفتوحة ، بينما كنا ننعم نحن في ظلال العزل المنزلي ونمارس أعمالنا من خلف شاشات الكمبيوتر ووسائل التوصل الحاسوبية ، مدججين بجميع أدوات النظافة والتعقيم قبل وبعد كل ملامسة يدوية أو مصافحة أو استخدام لأغراض الآخرين بتوجيه وتوصية من أولئك الأطباء الأبطال ..

هذه الظاهرة السلوكية المنفلتة يجب أن لا نتهاون في القضاء عليها متى ظهرت وإن كانت عن شرذمة قليلة ولكنها مزعجة ومعيقة لكل تطور يشهده مجتمعنا الواثب للنهضة والتطور  يوماً بعد يوم  ، فقوانين  الأحوال الشخصية على سبيل المثال وضعت لاسترشاد المجتمع بمظلة القانون وتشريعاته التي تعالج جميع شؤون العلاقات وما ينسحب عليها  من حيثيات عديدة، ومن شأن تلك القوانين الرادعة أن تطمس كل هذه التشوهات الفردية الشاذة وتكافح منابت ولادتها في أي مدينة أو قرية أو هجرة في بلادنا ..

 كما أنها  لا تستحق منا الالتفات إليها بشفاعة ولا بحسن ظن أو إعادة نظر  لنجتثها من جذورها  العبثية.

عبدالعزيز عمر أبوزيد

 

 

Back